0

كلمة الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر

في ذكرى القادة الشهداء في المقاومة

دعا الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله شعوب وزعماء المنطقة إلى العمل الجدي في مواجهة الإرهاب التكفيري. واضاف "مصير سورية ولبنان والعراق والاردن وغيرها من البلدان يصنع في المنطقة". وفي كلمته في الذكرى السنوية لقادة المقاومة الشهداء قال السيد نصر الله إن على الدول العربية وبعض الدول الخليجية مقاربة ملفات المنطقة بطريقة مختلفة بعيداً عن البعد المذهبي والطائفي لأن تهديد الإرهاب التكفيري يطال الجميع.
وشدد السيد نصر الله على جملة من الأمور التي يجب الانطلاق منها في مواجهة هذا الإرهاب أبرزها اعتبار المواجهة الفكرية والسياسية والإعلامية والميدانية دفاعاً عن الإسلام، مؤكداً أن هدف داعش ليس فلسطين وبيت المقدس بل مكة والمدينةوفي هذا الإطار قال "نحن الذين نعتبر أنفسنا جزءاً من هذه المعركة في وجه الإرهاب التكفيري نعتبر أنفسنا مدافعين عن الإسلام". كما أكد أنه على دول العالم والمنطقة إبلاغ الدول الاقليمية بانتهاء اللعبة الجارية باسم الإسلام، مشدداً أن لا فرق بين داعش وجبهة النصرة فهما تيار واحد وخلافهما هو فقط على الزعامة.



الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله دعا إلى عدم الاعتماد على التحالف الدولي لمواجهة داعش، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة تنهب ثروات المنطقة وأموالها وتستنزف جيوشها وشعوبها تحت شعار قتال داعش، فيما هدفها مصلحة وأمن إسرائيل، معتبراً أن الرهان على الأميركيين هو رهان على سراب.وقال السيد نصر الله "إبحثوا عن الموساد والمخابرات الأميركية والبريطانية وراء أهداف داعش" لافتاً إلى أن كل دول العالم اليوم تعتبر داعش خطراً وتهديداً على أمن المنطقة والعالم باستثناء إسرائيل التي يخدم كل ما يفعله داعش حتى اليوم مصلحتها مئة في المئة.
السيد نصر الله دان الجريمة النكرة والبشعة والوحشية لداعش بحق العمال المصريين في ليبيا، مقدماً التعازي لمصر حكومة وشعباً وللكنيسة القبطية.واعتبر أن الثورة في اليمن هي التي تقف في وجه القاعدة التي تخطط للسيطرة على سوريا وصولاً الى السعودية مضيفاً أن الانفعال والغضب سيأخذان اليمن إلى حيث لا تحمد عقباه والتهديد سيطال الجميع
وفي أجواء ذكرى قادة المقاومة الشهداء قال السيد نصر الله إن إحياء ذكراهم هدفه إبقاء الماضي القريب في وعينا وليسكن في وعي الاجيال المقبلة، مؤكداً الحاجة الدائمة إلى العودة إلى هؤلاء القادة الذين يمثلون مدرسة جهادية كاملة يجب التعلم منها الشجاعة والحكمة والهمة العالية والإقدام والتضحية بلا حدود عندما يتطلب الموقف ذلك.
الأمين العام لحزب الله قال إن دماء الشهيد جهاد مغنية وإخوانه في القنيطرة السورية أعادت بقوة ذكرى شهادة الحاج عماد مغنية على المستوى الوجداني وأعادت هذا القائد الفذ التاريخي إلى صدارة الأحداث من جديد وأكدت أن حضوره ما زال الأقوى في وجدان الصديق والعدو الذي ما زال يطارده دم عماد مغنية.
من جهة أخرى، توجه نصر الله إلى "عائلة رفيق الحريري بالتعبير عن مشاعر المواساة والعزاء بسبب الحادثة الأليمة التي هزت المنطقة، وكذلك إلى عائلات جميع الشهداء الذين قضوا في تلك الحادثة المؤلمة والمؤسفة والخطيرة جدا"
وقال: "أمام خطر الارهاب نحن في حزب الله نؤيد الدعوة لوضع استراتيجية وطنية لمكافحة الارهاب، والقوى السياسية تستطيع ان تتفق على ذلك".
وقال: "اليوم عند السلسلة الشرقية في الجهة المقابلة هناك داعش والنصرة، عندما يذوب الثلج هناك استحقاق وعلى الدولة أن تحسم أمرها لجهة كيف ستتعامل مع هذا الخطر الموجود على التلال والجبال، هذا الأمر يحتاج إلى قرار ويجب ان نجدد التحية لضباط الجيش اللبناني والقوى الأمينة ورجال المقاومة".
وتطرق السيد نصر الله الى الخطة الامنية التي تطبق في منطقة البقاع، ودعا الى "تواصل الخطة الامنية في البقاع وتفعيلها"، واعتبر "يجب جميعا ان ندعم ونساند ونقف وراء الجيش والقوى الأمينة في هذا المجال"، واشار الى انه "بجانب الخطة الأمنية في البقاع نحتاج خطة إنمائية للبقاع خصوصا بعلبك الهرمل وعكار ايضا وحل مشكلة عشرات الآلاف من المطلوبين باستنابات قضائية بسيطة".



وقال السيد نصر الله: "في السابق قلنا إنّ تهديد التيار التكفيري ليس تهديد لبعض الأنظمة بل لكل البلاد وكل الشعوب بل هذا تهديد للاسلام كدين ورسالة. كل الوقائع التي حصلت تؤكد هذا الفهم. اليوم كل العالم سلم أن هذا التيار التكفيري "داعش" يشكل تهديدا للعالم والمنطقة، فقط اسرائيل لا تعتبره خطرا وتهديدا. اسرائيل فقط تعتبر ان داعش والنصرة لا تشكلان خطرا، غير ان العالم كله يعتبره تهديدا. كل ما فعلته داعش يخدم مصالح اسرائيل، علمت داعش أو لم تعلم".
وقال: "سمعت اليوم ان أبو بكر البغدادي عين أميرا لمكة، إذا فهدف داعش هي مكة وليس بيت المقدس. فتشوا عن الموساد الاسرائيلي والاستخبارات الأميركية والبريطانية في أهداف داعش".
وتوجه السيد نصرالله لمن يدعو حزب الله للانسحاب من سوريا بالقول: "أدعوكم لنذهب سوية إلى سوريا وتعالوا لتذهب إلى العراق وتعالوا إلى ان نذهب إلى أي مكان نواجه فيه هذا التهديد الذي يتهدد أمتنا".
ودعا السيد نصرالله إلى التنسسيق بين الجيش اللبناني والجيش السوري لمواجهة الارهابيين في الجرود، وإلى التنسيق بين الحكومتين اللبنانية والسورية في ملف النازحين السوريين وفي الملف الأمني.


على الهامش

من هو سماحة السيد حسن نصر الله:

وُلد السيد حسن نصرالله في 31 أب 1960، وهو من بلدة البازورية في جنوب لبنان، والده السيد عبد الكريم نصر الله، والسيد حسن هو الأكبر سناً في العائلة المكوّنة من ثلاثة أشقاء وخمس شقيقات.‏‏

وكانت الولادة والسكن في حي "الكرنتينا"، أحد أكثر الأحياء فقراً وحرماناً في الضاحية الشرقية لبيروت، وهناك تلقى دراسته الابتدائية في مدرسة "الكفاح" الخاصة، وتابع دراسته المتوسطة في مدرسة "الثانوية التربوية" في منطقة سن الفيل.‏‏
- عند اندلاع الحرب الأهلية في لبنان (نيسان 1975) عادت عائلته إلى البازورية، حيث واصل تعليمه في المرحلة الثانوية، وعلى الرغم من صغر سنه تم تعيينه مسؤولاً تنظيمياً لبلدة البازورية في حركة أمل.‏‏




عام 1982 كان عاما مفصليا في حياة نصر الله ففي هذا العام وقع الاجتياح الإسرائيلي للبنان وبوقوعه حصلت أزمة في صفوف أمل بين تيارين متقابلين، تيار يقوده نبيه بري رئيس مجلس النواب اللبناني وكان يطالب بالانضمام إلى "جبهة الإنقاذ الوطني " وتيار آخر أصولي متدين كان نصر الله والموسوي أحد أعضائه وكان يعارض هذا الأمر، وبتفاقم النزاع انشق التيار المتدين عن تيار نبيه بري لكونهم قد سجلوا عليه مآخذ كثيرة بسبب الاختلاف في تفسير الإرشاد الذي خلّفه موسى الصدر.
الجدير بالذكر أن التيار المتدين كان يعارض الانضمام إلى جبهة الإنقاذ الوطني بسبب وجود بشير الجميل فيها وكانوا يعتبرونها تهدف إلى إيصال هذا الأخير إلى رئاسة الجمهورية. والجميل هذا كان خطا ً أحمرا ً لدى تيار المتدينين بسبب موالاته لإسرائيل. وهنا كانت البداية الأولى لظهور حزب الله اللبناني، حيث بدأ هؤلاء الشباب بالاتصال برفقائهم الحركيين في مختلف المناطق اللبنانية بهدف تحريضهم على ترك تيار برّي والانضمام إلى حزب الله.
في عام 1992 اغتالت إسرائيل أمين عام حزب الله عباس الموسوي فتم الاتجاه إلى انتخاب حسن نصر الله أمينًا عامًا للحزب بالرغم من أن سنه كان صغيرا على تولي هذه المسؤولية ولكن يبدو أن صفات نصر الله القيادية وتأثيره الكبير على صفوف وأوساط قواعد حزب الله قد لعبت دورا ً مؤثرا ً في هذا الاتجاه وبالفعل فإن انتخابه كان له الأثر الأبرز في تثبيت وحدة الحزب بقوة بعد الضربة القاسية التي تلقاها لتوّه. ‏ وفي ذلك العام وبعد أشهر قليلة من اغتيال الأمين العام السابق الموسوي فإن حزب الله اختار الدخول إلى قلب المعترك السياسي اللبناني فشارك في الانتخابات النيابية التي جرت في ذلك العام وحصد عددا ً من المقاعد النيابية عن محافظتي الجنوب والبقاع وهذه الكتلة كبرت وازدادت عددا ً في الانتخابات النيابية اللاحقة أعوام 1996 و 2000 و 2005 وهي تعرف باسم " كتلة الوفاء للمقاومة ".
السيد حسن نصر الله متزوج من فاطمة ياسين، وله منها خمسة أولاد أبناء: هادي، محمد جواد، زينب، محمد علي، محمد مهدي.‏‏ وفي عام 1997 فقد نصر الله ابنه البكر هادي في مواجهات دارت بين مقاتلي الحزب وجيش العدو الإسرائيلي في منطقة الجبل الرفيع جنوب لبنان.وقد تأثر بهذا الحدث أيما تأثير لمكانته الكبيرة لديه. لكن ذلك لم يؤثر عليه حتى نجحت المقاومة اللبنانية في تحرير معظم جنوب لبنان عام 2000 ولا تزال المواجهة مستمرة.

إرسال تعليق

 
Top